شبوة ترسخ مداميك الدولة وعجلة التنمية تحت قيادة بن عديو (تقرير)

شبوة ترسخ مداميك الدولة وعجلة التنمية تحت قيادة بن عديو (تقرير) محافظ شبوة خلال افتتاح ميناء قنا النفطي والتجاري (١٣ يناير)
أوام اونلاين - خاص:
  • 24 يناير ,2021 03:31 ص


لا يكاد يمر وقت قصير حتى نقرأ في المواقع الالكترونية خبرا أو أكثر عن افتتاح مشاريع في محافظة شبوة، في مختلف المجالات، وبات اسم المحافظة مقترنا بالاستقرار الأمني خاصة من بعد إنهاء سيطرة مليشيات "النخبة" المدعومة من الإمارات في نهاية أغسطس ٢٠١٩، والتي كانت لها اليد الطولى في مركز المحافظة ومديرياتها، لكن هذا الوضع تغير منذ ذلك التاريخ وأصبحت مقاليد الأمن بيد الجيش والأمن النظاميين.


قبل تعيين المحافظ محمد صالح بن عديو، بهذا المنصب أواخر نوفمبر ٢٠١٨، لم تكن شبوة مرتبطة سوى بأخبار مليشيات "النخبة" التي تمثل أدوات الإمارات فيها، وهي أخبار تتعلق بمسميات لمعارك وهمية ضد تنظيم القاعدة، وأخرى بالانتهاكات التي تقوم بها بحق المواطنين أو المسافرين، ولا وجود لسلطة الدولة إلا منذ تولي بن عديو الذي بدأ إعادة بناء تلك السلطة بعد انهيارها جراء الحرب وتداعياتها، وأسس نواة لقوات أمنية وعسكرية بامكانيات محدودة مقارنة بالدعم العسكري واللوجستي لتلك المليشيات.


يعرف المحافظ طبيعة التحديات جيدا، كونه من المحافظة وكان وكيلا أولا لها، وله باع طويل في ترسيخ سلطة القانون ومحاربة الفساد من خلال عضويته في المجلس المحلي، وكانت الأولوية لدعم قوات الأمن والجيش تدريجيا للاعتماد عليها في ظل سيطرة مليشيات "النخبة" وأدار السلطة بالتوازن والاحتواء لواقع ورثه ممن سبقه ووجد نفسه أمامه وغير قادر على تغييره في يوم وليلة بدون امتلاك أدوات القوة وهذا يتطلب وقتا.


 في تلك المرحلة كانت عتق عاصمة المحافظة تبدو قرية أكثر منها مدينة، تنام سريعا، حتى إذا مر منها المسافرون وجدوا مطاعمها مغلقة في وقت متقدم من الليل، وهذا ما أخبرنا به علي سعيد وهو مواطن من تعز ويقيم في مأرب واعتاد السفر منها إلى عدن.


لم يكن هناك أمن لأن وجود قوات الأمن الحكومية ضعيفة والسيطرة على الأرض لمليشيات "النخبة"، وتبعا لهذا كانت المحال التجارية تغلق أبوابها في وقت مبكر من الليل والعُمران والبشر لا يزالون على حالهم، فليس هناك وجود قوي للدولة لتشجيع المواطنين من مديرياتها ومن خارجها للقدوم للبناء والسكن والاستثمار.


في أغسطس ٢٠١٩، تمكنت مليشيات "المجلس الانتقالي" المدعومة إماراتيا من السيطرة على عدن وطرد الحكومة منها في انقلاب مسلح وتمددها لمحافظة أبين المجاورة، بدت السلطة المحلية في شبوة أمام واقع أكثر صعوبة بعد إنهاء سلطة الشرعية في العاصمة المؤقتة، فضلا عن كونها هي ضعيفة أمنيا وعسكريا أمام تلك المليشيات، التي أرادت تكرار ما فعلته بشبوة وفرضت شروطا لا يمكن قبولها ورفضها التفاهم على الرغم من سعي المحافظ لحقن الدماء واستيعاب بعض المطالب المعقولة.


فجّرت المليشيات الوضع عسكريا ووجدت قيادة المحافظة نفسها أمام واقع لابد من التعامل معه بنفس اللغة، فرتبت وضعها وحسمت الأمور في غضون يومين وبسطت سلطتها على المحافظة، وكان ذلك أول هزيمة لمشروع الإمارات في اليمن ما عزز قوة الشرعية التي كانت في وضع ضعيف بعد فقدانها عدن وجزء من أبين ولحج.


تجاوز التحدي الصعب


تجاوز المحافظ هذا التحدي الصعب باقتدار ونجاح لمشروع الدولة لكنه مع ذلك لم يتعامل كليا مع المنتسبين لتلك المليشيات تعامل المنتصرين في الحروب، من الانتقام والملاحقات والإقصاء، واختار ما يجسد منصبه وقيم المسؤولية التي يتمثلها، فتعامل بلغة التصالح وعفى عن الذين تم أسرهم في المعارك ومن سلموا أسلحتهم وفتح باب دمجهم في قوات الجيش والأمن مع تسوية وضعهم بشكل عاجل، فاستجاب بعضهم وفضل آخرون البقاء في منازلهم كمواطنين صالحين والبعض اختار الذهاب لمناطق سيطرة الانتقالي لمواصلة التخريب والفوضى.




يدافع المحافظ عن صواب موقفه قائلا:"هؤلاء أبنائنا مهما اختلفنا معهم وأُجبروا على قتالنا، ولم نكن نريد القتال لولا أننا اضطررنا للدفاع عن الدولة، وبعد أن حُسمت الأمور لصالحها، تعاملنا بمنطقها، فأعلنا لغة تصالحية منذ اللحظة الأولى واحتوينا من أراد الالتحاق بالقوات النظامية وتفهمنا رغبة الرافضين الذين فضلوا التزام بيوتهم دون انخراط في مشروع تخريبي".


وبالنسبة له فهو جاء لخدمة المواطنين لا للانتقام منهم، ويحكمنا جميعا الدستور والقانون، ومن يرتكب جرما يُعاقب عبر القضاء، الذي أعدنا تفعيل محاكمه في المحافظة للقيام بواجباته، وقال كلمته في العديد من القضايا التي أُحيلت إليه.


أولويات


 فرض سلطة الدولة والتنمية هما أولوية المحافظ، فهو أراد بالأولى أن يجعل من محافظته نموذجا تُحكم بالدولة لا المليشيات ونجح في ذلك، وأصبحت مثالا يُستشهد بها بعدما كانت غائبة، والثانية لتعويض حرمانها من استحقاقاتها أسوة بغيرها وكونها مصدرا للإيرادات النفطية، وتمكن من جعل هذا واقعا ولم يكن ذلك ممكنا لو لم ينتزع ٢٠% من هذه الإيرادات العامة لصالح المحافظة للتنمية.


ومن أجل تحقيق هذه الغاية، لابد من الصرامة في محاربة الفساد الذي يضعف مؤسسات الدولة الهشة أصلا ويعيق إعادة بنائها، فأقال كل من ثبُتت إدانته بالفساد وأحالهم للقضاء وأفسح المجال لكل كفؤ ونزيه دون النظر في انتمائه السياسي، وأغلق حنفيات الفساد في ملفات إرساء المناقصات التي كانت سائدة وهذا ما خلق علاقة شراكة متميزة بين الدولة والقطاع الخاص، ليصبح هذا الأخير شريكا في التنمية من خلال الاستثمار في البنية التحتية المختلفة.


ترسيخ سلطة الدولة


يلحظ الزائر لعتق -كمثال- بوصفها عاصمة المحافظة، تواجد مؤسسات الدولة ليس فقط كمباني كما كانت مهجورة أو مدمرة وجرى ترميمها، وإنما كإنجاز يومي يتجاوز روتين الدوام الوظيفي للعمل الذي يلمسه المواطنون، كلا حسب اختصاصه، فالأمن متواجد في الطرقات والشوارع وأقسام الشرطة وله دورياته المتحركة والثابتة وهذا يشمل المديريات رغم المساحة الشاسعة والتي تتطلب إمكانيات بشرية وتسليحية أكبر، وبفضل هذا الحضور الأمني، باتت المدينة آمنة تتوسع بالعمران والبناء باستمرار مع نشاط تجاري كبير وحركة لا تخفت ليلا.



ويمكن إيراد مثال آخر أكثر تفصيلا، وهو مكتب الصناعة والتجارة الذي شهد تفعيلا مكثفا في عمله علاوة على انخفاض نسبة الفساد فيه وهو ما انعكس ايجابا في الإيرادات المحصلة، حيث يقول مديره فهد الكويلي، شارحا التغيير الذي طرأ إن المكتب لم يكن مؤهلا للعمل منذ تأسيسه في عام ١٩٨٤ وحتى بعد تأهيله في عام ٢٠٠٣، حتى جاء المحافظ بن عديو ووجه بتأهيل المبنى بشكل كامل وتأثيثه وكذا تجهيز سكن للموظفين الذين ليست لديهم مساكن في مركز المحافظة؛ ما انعكس إيجابا على نشاط المكتب وما يقدمه من خدمات فضلا عما يحصله من إيرادات.


وأضاف: كان الإيرادات سابقا تتراوح ما بين ٢ مليون وأقل بكثير وكان يمثل عجزا ماليا، أما في ٢٠١٩ فكان الإيراد ١٢ مليون ريال وتحقق ٢٥٠% زيادة إيراد على المربوط المالي المحدد ب ٣ مليون و ٨٠٠ ألف ريال فقط خلال العام الواحد.


وبلغت التراخيص التجارية التي منحها المكتب هذا العام ٢٨٦ ترخيصا وهو رقم غير نهائي للعام بزيادة كبيرة عن العام الماضي الذي سجل منح 108 ترخيصا، وهي أرقام متصاعدة تعكس مدى الاستقرار الأمني الذي تعيشه المحافظة ما مثل بيئة جاذبة وآمنة للمستثمرين والتجار، بحسب مدير مكتب الصناعة والتجارة.


ميناء قنا النفطي والتجاري


من أبرز انجازات المحافظ بن عديو برعاية ميناء قنأ النفطي والتجاري في مرحلته الأولى في الثالث عشر من يناير الجاري، والواقع على ساحل البحر العربي بمنطقة بئر علي في مديرية رضوم الساحلية المنفذ  بنظام الاستثمار Bot من شركة (Q.Y.Z).



وبحسب المحافظ "سيصبح ميناء بحري نفطي و تجاري يشكل إضافة مهمة في مشروع نهضة محافظة شبوة الذي نتطلع ونطمح ونسعى إليه"، مبينا أن مشروع الميناء بدأ كفكرة ثم تحول الى مشروع قيد الدراسة ثم تم العمل على المشروع لوقت طويل، وبلجان متخصصة قبل الوصول للمرحلة التي بات فيها الميناء بمرحلته الأولى واقعاً ملموساً وبداية ستتبعها خطوات حتى يكتمل المشروع كما هو مخطط له.


وأشار إلى "انعكاس فوائده على حركة النشاط التجاري في محافظة شبوة ويخدم ايضاً عموم محافظات اليمن".

 

ويوجد ثلاثة موانئ في سواحل محافظة شبوة وفي محيط لا يتجاوز الخمسين كيلومتر (ميناء النشيمة النفطي لتصدير النفط الخام ، وميناء بالحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال ، ومينا قنأ) وهي ميزة مهمة للمحافظة وتشغيلها سيرفد اﻻقتصاد الوطني بشكل عام ومحافظة شبوة بشكل خاص بالإيرادات وتشغيل الآلاف من العاطلين عن العمل وإنعاش الحركة التجارية.


وأوضح أن بداية تشغيل ميناء قنأ في مرحلته الأولى لتوفير المشتقات النفطية سيضع حدا لمعاناة كبيرة واجهها المواطن في توفير المشتقات النفطية في المحافظة، وايضا توفير مادة الديزل لتشغيل محطة توليد الكهرباء.


أما المرحلة الثانية فتشمل بناء الأرصفة والمخازن والصوامع وتجهيز ملحقات ومرافق عمل الميناء؛ ليكون جاهزا للتصدير والاستيراد لكافة أنواع البضائع واستقبال كل أنواع السفن خدمة للوطن والمواطن بشكل عام.


وعلى الرغم من كل هذه الفوائد للميناء الذي انشئ بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أن "المجلس الانتقالي" أقام الدنيا ولم يقعدها من خلال أحد وزرائه في الحكومة وهو وزير النقل لتعطيل الميناء.


السلطة المحلية بشبوة، أكدت أنها لن تسمح بالتعطيل وحذرت في بيان لها أن "أي تصرف أحمق من اي جهة تستغل منصبها سيكون الرد مؤلم وقاسي لكون عهد الوصاية قد ولى والميناء سيدار من قبل كافة اجهزة الدولة مثله مثل اي ميناء في البلاد ولا ينقصه الا شي واحد فقط هو عدم وجود الإماراتيين فيه وعدم تحكمهم فيه وسيكون خاضع لسيادة الدولة اليمنية كأول ميناء متحرر من الوصاية".

اقرأ ايضاً

 صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

أوام أونلاين _ تقرير خاص . ودعت صنعاء خاصة عام 2023 ،عام التنكيل والقمع والترهيب ونهب الممتلكات ، والاعتداء على ملاكها وهي عمليات ممنهجة ليست وليدة العام المنصرم، بل منذ احتلالها…

 هيلان الأهمية العسكرية والاقتصادية .

هيلان الأهمية العسكرية والاقتصادية .

.أوام أونلاين ـ وليد الراجحي . هيلان ..احد اهم المرتفعات في مأرب ، كونه يطل على عاصمة المحافظة ،وخطوط إرتباطها بعدد من المحافظات المجاورة .هيلان إسم شهير من قبل الحرب التي فرضها ا…

 تحركات وتعزيزات حوثية في جبهات مأرب خلال ال٢٤ساعة الماضية (تقرير) .

تحركات وتعزيزات حوثية في جبهات مأرب خلال ال٢٤ساعة الماضية (تقرير) .

أوام أونلاين _ مأرب تقرير خاص .تشهد جبهات مأرب تحركات، ووصول تعزيزات حوثية على مدى أكثر من شهر ،في مختلف قطاعات جبهات مأرب. ويرصد موقع أوام أونلاين، أبرز التحركات والتعزيزات وفقا …